توظيف المعالجات الذكية لتسخير محتوى معجم "خزانة الأدب ولبّ لباب لسان العرب لتوسيع الذخيرة اللغوية: فضاء الألوان أنموذجاً

Abstract

الخلاصة:

 أسهم الحضور اللافت لآليات المعالجات الذكية التي تستثمر القدرات الهائلة للحواسيب، في لفت انتباه العاملين في مجال اللسانيات المحوسبة الى توظيف هذه القدرات في عملية التنقيب بمحتوى المعاجم والقواميس، وإعادة تشكيلها وفق أنماط مستحدثة، لتوليد بيئات تفاعلية تتسم بانفتاحها على علوم اللغة العربية بجميع مجالاتها، نحواً، وصرفاً، ودلالة، وسياقاً من خلال استثمار المعالجات الذكية التي باتت قادرة على ممارسة جميع أدبيات علوم اللغة العربية دفعة واحدة على النص، لتعود الى ممارسة سلسلة من عمليات إعادة تشكيل مفردات هذه العلوم، وقواعدها، وشواهدها، لتودعها في بيئة تفاعلية ذكية يمكن استثمارها في توليد نصوص جديدة، أو الإجابة عن التساؤلات، أو التنقيب في المحتوى المعرفي للمادة العلمية الخصبة التي تزخر بها معاجم لغتنا العربية وقواميسها.

أهداف البحث: معالجة محتوى معجم خزانة الأدب ولبّ لباب لسان العرب الذي ألفه اللغوي عبد القادر بن عمر البغدادي (1030-1093 هـ)، والذي يعد موسوعة لغوية شاملة تميزت بذخيرة لغوية ثرية، واحتوت على مفردات الكلم العربي، وأمثال العرب، مع بيان معانيها ومضاربها وأصولها، بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي المحوسب لإعادة هيكلتها، وفق منظور معالجات اللغة الطبيعية باستخدام حزمة من الخوارزميات الذكية التي ستمارس عمليات التحاليل النحوي، والصرفي والدلالي المحوسب لمحتوى المعجم، وتحويلها الى فضاء معرفي ـ محوسب مفتوح يتيح للمستخدم التنقيب بالمادة المعرفية واللسانية المودعة في هذا العمل الجليل.

الأسئلة التي سيجيب عليها: ما هي طبيعة الفرص المتاحة أمام معالجات الذكاء التوليدي في إعادة هيكلة محتوى المعاجم العربية لإنتاج فضاء دلالي متعدد الأبعاد يمكن استثمار مادته لممارسة سلسلة متنوعة من عمليات التنقيب اللغوي واللساني التي ستشمل بناء مدوّنة لغوية محوسبة Corpus، يمكن استثمارها في دعم ذخيرة النماذج اللغوية الكبيرة Large Language Models، وإنشاء نماذج ذكية توليدية لتوليد النصوص، ومراجعة تعدد معاني مفردات الخزانة الأدب ولبّ لباب لسان العربي، وتتبع المرادفات اللغوية، ومسائل لغوية أخرى ذات صلة بعلوم اللغة العربية مما سيمنح المستخدم العربي فضاءً معرفياً من نمط جديد.

منهج البحث: استخدمت خوارزميات محوسبة في تفكيك مادة نص المعجم الى وحدات أولية، ثم مورست عمليات التحليل الصرفي، والنحوي، والدلالي المحوسب على مادة النص مع وسم الكيانات اللغوية التي استوطنت النص (أعلاماً، وأماكن وبلدان) مع إجراء تحليل دلالي محوسب لمسألة حضور الألوان في نص المعجم، والفضاءات الدلالية التي حضرت من خلالها في مادته اللغوية لبيان الفرص المتاحة أمام إنشاء مستويات متعددة من الفضاءات الدلالية التي يمكن أن ينهل من لبابها المعرفي المستخدمون بمختلف توجهاتهم ومستوياتهم المعرفية.

الخلاصة والتوصيات: أظهرت المعالجات الذكية وجود أكثر من فرصة لإعادة تشكيل مادة المحتوى اللغوي واللساني الذي أودع في المعاجم وقواميس اللغة العربية لإنتاج فضاء معرفي محوسب، متعدد المستويات يمكن أن يستثمر كمورد خصب على صعيد الدراسات النحوية، والصرفية، والدلالية. مع إمكانية استثمار مادتها في إنشاء نماذج لغوية ضخمة LLM لدعم نماذج الذكاء المحوسب التوليدي التي ستنصاغ لثوابت وقواعد لغتنا العربية، وستسهم في تطوير البحث اللساني وفتح آفاق جديدة أمام آليات تعليم اللغة العربية وعلومها.