خطبة حجة الوداع، رسالة عقلمانية وخطة استراتيجية كونية، لبناء مجتمع التسامح واحترام الانسان في الألفية الثالثة
Keywords:
خطبة حجة الوداع, الخريطة الفكرية الترتيبية, علم الإرغنومياAbstract
يدخل هذا البحث الذي نتشرف بتقديمه في العُشُر الثاني من الألفية الثالثة، في إطار الرغبة التي نريدها، والمتمثلة في فتح باب الحوار الكوني والتقني، بين المهتمين بدراسة السيرة النبوية في العالم، لكن هذه المرة سيكون باستخدام اللغة الكونية، ويتعلّق الأمر باستعمال لغة الرياضيات - لغة الكون-، والآلة والوسائط المتعدّدة في مساحة البحث العلمي التطبيقي، كي يتمّ التعرّف بشفافية، على ما تركه النّبي محمد صلى الله عليه وسلّم من ذخائر كثيرة للبشرية جمعاء، سواء في ميدان التخطيط الاستراتيجى والتنمية البشرية من جهة، ومقارنة ذلك بالذين يدّعون على أن ما ذكره الحبيب المصطفى عليه الصلاة وأزكى السلام من وصايا وحكم، ليس له مساحة حداثية فاعلة، وليس له بصمات في عصرنا الرقمي والكمفومترى من جهة أخرى. في هذا المضمار إذن، أردنا استعمال أدوات العصر الذي يؤمن بها شباب الفئة المستهدفة (شباب الألفية الثالثة)، التي تحتكم إلى العقل وإلى التجارب التطبيقية، ويكون الهدف من ذلك، دعوة المفكرين العقلانيين والباحثين والعلماء، الذين يتواجدون في العالم الرقمي والشبيكة، إلى إعادة دراسة السيرة النبوية ودورها الطلائعي في حياة الإنسان الكوني، وتقويم أعمال "الحداثيين" سواء تعلّق الأمر بالمساحة الفكرية للمسلم أو لغير المسلم، أو بمجال التطبيقات المتنوعة في مجال البُعد الاجتماعي على الصعيد الإنساني. أما المنهجية التطبيقية المستعملة، فترتكز أساسا على تقنية بناء الخريطة الفكرية الترتيبية (Data Maping)، وتقنية علم الإرغنوميا، التى ساعدتنا على معرفة المحاور الرئيسة، الذي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم الإنسان الكوني في خطبته الخالدة – وكانت مرتبة ترتيبا تنازليا -، حيث كان الهدف من استعمالها، جعل الإنسان يبتعد عن العواطف التي تدغدغ عقله (سواء كان مسلما أو غير مسلم)، ويقترب من المساحة الإنسانية الكونية، الذي يكون فيها أبونا آدم عليه السلام، الأب المشترك للناس كافة، "وإذ قال بك للملائكة إنى جاعل في الأرض خليفة" [البقرة-30]، وتؤمن بالمعادلة الرئيسة: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" [الحجرات-13].
كما تمّ إظهار أهمية حياة محمد صلى الله عليه وسلّم في حياتنا الآنية والمستقبلية، كمعلّم للبشرية جمعاء، وكقائد يتميّز بمهارات جديدة في عالم تقنيات الاتصال، وبمقوّمات وصفات متقدّمة لقيادة الأمة الكونية، لم يعرفها تاريخ البشرية من قبل، من كيفية استمالة الناس إلى الأفكار التي يطرحها على بساط المسيرة المجتمعية، والإقناع بفكرة التكامل بين الشعوب، وإرشاد الناس باستخدام المحبّة والتآلف والتآزر والتراحم، إلى طريق وجب السّير فيه من أجل حياة أفضل. كل ذلك، يجعلنا نقتنع أن وجوده صلى الله علي وسلّم في تاريخ البشرية بحقّ، ضرورة حتمية لمسيرة الإنسان الكوني، وإعجازا نبويا خالدا، ما يزال علماء هذا العصر ومفكّريه، يجهلون كثيرا من الومضات العلمية النبوية، وكذلك الوصايا والحقائق والمعجزات التي وردت في المعجم الإنساني لنبي الله، في وقت لم تظهر على مساحته المعيشة، سوى الرمال والنخيل وحرب العشائر ووأد البنات. كما نغتنم فرصة كتابة هذا البحث، لنطالب بضرورة إدخال وصايا خطبة حجة الوداع إلى أروقة الأمم المتحدة كميثاق عالمي حضاري للإنسانية. وأخيرا، كانت النتيجة المحصّل عليها، تختلف بعض الشيء عن أبحاث العلماء -جزاهم الله عنّا خير الجزاء- الذين قاموا بدراسات وتحاليل متنوعة لخطبة ووصايا معلم البشرية، محمد صلى الله عليه وسلّم أثناء حجة الوداع.