تطويرُ الروابط الفكرية لحفظِ القرءانِ الكريمِ

Abstract

يَسَّرَ اللهُ عزَّ وجلَّ كتابه (القرآن الكريم) للذِّكْرِ والتَّذَكُّرِ، حيث قال – تعالى- "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (سورة القمر54: أربعُ مرّاتٍ بالآياتِ 17، 22، 32، 40) فهذا البحثُ يهتَمُّ بأساليبِ تقديمِ النصِّ القُرْآني للقارئ؛ بأسلوب يُطَوِّرُ الخرائطَ الفِكْرِيَّةَ لِتَسَلْسُلِ الآياتِ: بِالسُّوَرِ، والكلمات بالآيات، ويُعِينُ الذَّاكِرَةَ علَى تَذَكُّرِ النصِّ القُرْآني، وذلك بأساليبَ تُبَيِّنُ تَرابُطَ الكلماتِ مِنْ أَصْلٍ (جِذْرٍ) وَاحِدٍ فِي تَسَلْسُلٍ لِلْآياتِ بالسُّورَةِ مِنْ آيَةٍ لِأُخْرَى، وَتَسَلْسُلِ الكَلِماتِ بِالآيَةِ لِتَرابُطِ الذَّاكِرَةِ؛ حَيْثُ جَعَلَ اللهُ – تَعَالَى- مُعْظَمَ الآياتِ المُتَسَلْسِلَةِ مُتَرَابِطَةٍ بِكَلِمَاتٍ مُتَشَارِكَةٍ بَيْنَهَا، وبِذَلِكَ تَسْهُلُ عَمَلِيَّةُ حِفْظِ القُرْآنِ الكَرِيمِ؛ بِتَوْفِيرِ خَرَائِطَ فِكْرِيَّةٍ لِتَسَلْسُلِ الآياتِ، وَالكَلِمَاتِ، فتَسْهُلُ عَمَلِيَّةُ تَذَكُّرِ الآيَةِ تِلْوَ الآيَةِ، هذا بالإضافَةِ إِلى تَكْرارِ الكَلِمَاتِ بالجِذْرِ والمَعْنَى نَفسَيهِما، أَوْ بِكَلِمَاتٍ بِعَكْسِ المَعْنَى بالآيَةِ نَفسِها، وَأَيْضًا وَضْعِ فواصل الآياتِ بالحرف نَفْسه، وَتَكْرَارِ الآياتِ بِالسُّوَرِ. عِنْدَ البَحْثِ عَنْ تَسَلْسُلِ الكَلِمَاتِ بِالآياتِ المُتَتَابِعَةِ بِالقُرْآنِ الكَرِيمِ، أي تواصل ذكر هذه الكلمات بمشتقات جذرها بالآية نفسها والآية التي تتبعها،  وَجَدْنَا 4077 آيَةً مُتَسَلْسِلَةً مِنْ أصْلِ 6236 آيَةً، أَوْ 65.4% تَقْرِيبًا، وهي نِسْبَةٌ عَالِيَةٌ جِدًّا، والكَلِماتُ المُتَسَلْسِلَةُ عَبْرَ الآياتِ عَدَدُها 20167 كَلِمَةً مِنْ أصْلِ 77444 كَلِمَةً (حسبَ جَدْوَلِ خَيْرٍ لِإِحْصَاءِ القُرْآنِ) أو 26% لِتَسْهِيلِ عَمَلِيَّةِ تَذَكُّرِ النَّصِّ القُرْآنِي.